عطور نسائيه 

يرتبط مفهوم الجمال عند النساء منذ القدم بضرورة وجود عطور نسائية في الروتين الجمالي الخاص بهن، فمنذ بدء الخليقة والمرأة تتفوق على الرجل في حبها للتزين والتعطر بأفضل وأذكى العطور سواء كانت طبيعية مستخلصة مباشرة من الطبيعة، أو عطور جاهزة، هل يحدث أن توجد امرأة لا تحب هذا المزيج السحري من الروائح الذي لا يجعل رائحة الجسد عذبة ومنعشة فقط، بل يحسن المزاج ويعطيها الثقة التامة في نفسها؟ بالطبع لا يوجد، فالمرأة والعطور ثنائي لا يتجزأ أبداً. 

المواد الخام لأفخم العطور 

بالرغم من وجود الكثير من أنواع وماركات عطور نسائية مختلفة ومتنوعة، إلا أن جميعها تشترك في المواد الخام الطبيعية المكونة لها، ومن أهم هذه المواد ما يلي: 

  • تتكون أفخم العطور من مكونات طبيعية تأتي من الطبيعة، بالإضافة إلى بعض الكيماويات الأخرى، ومن أهم المكونات الطبيعية: التوابل، الزهور، الصمغ، الأعشاب، الأوراق، الجذور، البلسم، الفاكهة، إفرازات الحيوانات، أما بالنسبة للمواد الكيماوية الأخرى مثل: الفحم، الكحول، قطران الفحم، البتروكيماويات. 
  • بالرغم من وجود 2000 نوع تقريباً من النباتات المزهرة تحتوي على زيوت عطرية، إلا أنه يتم استخدام مواد كيميائية صناعية لإنتاج بعض الروائح المركبة التي لا تتوفر في الطبيعة. 
  • يدخل في تكوين العطور الفخمة أيضاً بعض المواد الحيوانية التي تعمل على تثبيت العطور وجعل رائحتها تدوم لفترة كبيرة، وإبطاء عملية تبخرها، ومن المواد الأخرى التي يتم استخدامها في تثبيت الرائحة: الطحالب، قطران الفحم الجيري، المواد الكيميائية، الصمغ. 
  • أما الماء والكحول فيستخدمان لتخفيف مكونات العطور، حيث يتم تحديد قوة وجودة رائحة العطر من خلال النسبة بين كمية الكحول إلى كمية الزيت العطري. 
  • تشكل هذه المواد الخام مجتمعة نغمات العطر أو مستوياته، حيث أنه عند رش العطر تشعر الأنف بثلاث مستويات مختلفة هي: 
    • مقدمة العطر: هي أولى الروائح التي تشمها الأنف فور رش العطر، وهي التي تعطي أول انطباع عن العطور ولكنها تختفي بعد وقت قصير. 
    • جوهر العطر: هو قلب العطر والنسبة الأكبر من الرائحة النهائية له، يمثل 40-80% من الرائحة وهي تدوم لفترة طويلة. 
    • قاعدة العطر: تمثل حوالي 25% من الرائحة النهائية للعطر، وهي آخر انطباع للعطر والذي يدوم للنهاية، حيث يظهر عند جفاف العطر على الجلد واختلاطه به. 

أنواع العطور النسائية الطبيعية 

تعتمد جميع أنواع عطور نسائية في الأساس على مكون طبيعي رئيسي يتم استخراج زيت عطري منه هو الذي يعطي العطر الرائحة المميزة الخاصة به، وفي هذا الصدد فإن هناك بعض المكونات الرئيسية في عالم العطور تعتمد عليها أفخم وأقوى ماركات العطور ومن هذه المكونات: 

  • دهن العود: يتم استخراج دهن العود من شجرة العود التي تنتشر بشكل كبير في البلدان العربية على هيئة زيت معطر، يدخل العود في تكوين أرقى أنواع العطور نظراً لخواصه العطرية القوية، بجانب فوائده الطبية للجسم، وهو من أغلى الزيوت العطرية في العالم.
  • السوسن: يتم استخلاص زيت السوسن العطري المميز للغاية من زهرة السوسن حيث يقول أخصائيين العطور في العالم أن زيت السوسن يعد من أغلى 3 مكونات عطرية في العالم.
  • الورد: يستخرج من الورد زيت الورد الشهير في عالم العطور النسائية، حيث أنه من أشهر وأكثر أنواع الزيوت العطرية التي تستخدمها شركات تصنيع العطور العالمية، هذا بالإضافة لفوائده الجمالية والصحية المتعددة. 
  • العنبر: هو مادة شمعية تستخلص من أمعاء حوت العنبر تتميز برائحتها الكريهة الطبيعية، ولكن عندما تتعرض للهواء والشمس يتغير لونها وملمسها وينتج عنها رائحة قوية تستخدم في تثبيت رائحة العطور. 
  • الياسمين: زيت زهرة الياسمين العطري المعروف من أكثر الزيوت التي تحتاج دقة ومجهود كبيرين لاستخلاصه، وبالإضافة لاستخدامه في أفضل العطور فإنه أيضاً يعمل على تحسين الحالة المزاجية وتخفيف التوتر والقلق. 
  • خشب الصندل: لا يتم استخراج أي زيوت عطرية من خشب الصندل ولكن بالرغم من ذلك فإنه لا يمكن الاستغناء عنه في العطور حيث يطيل من عمر العطر ويزيد من ثبات رائحته، ينتشر بشكل كبير في بلاد الهند. 
  • اللافندر: زهور اللافندر العطرية المميزة يتم استخلاص زيت اللافندر منها والذي يعد من أقدم أنواع الزيوت العطرية التي استخدمت في التعطر وصناعة العطور منذ القدم وحتى الآن.

    فن اختيار العطور النسائية

بالتأكيد فإن اختيار عطور نسائية خطوة مهمة للغاية لمعظم السيدات ولا تقل أهمية عن اختيار الملابس ومستحضرات التجميل، فالعطر يعبر عن شخصية صاحبه ويعطي انطباع عنه، لهذا هناك بعض النصائح التي يجب أن تأخذها كل امرأة بعين الاعتبار عند اختيار العطر المناسب لها وهي: 

  • يمكن أن تختلف خواص العطر ورائحته وقوة وثبات الرائحة من امرأة لأخرى، حيث يتفاعل العطر مع رائحة الجسم الطبيعية والعوامل البيئية والتعرق، ولهذا قد تختلف قوة الرائحة من جسد لآخر، لهذا لا يجب الاكتفاء بشم رائحة العطر فقط قبل شراؤه، بل يجب رشه على الجلد وملاحظة النتيجة وما إذا كان مناسب أم لا. 
  • عند شم أكثر من نوع من العطور في آن واحد فإن حاسة الشم تضعف بعد العطر الثالث تقريباً وقد لا تستطيع المرأة تمييز العطور وقد تختلط الرائحة، لهذا يجب أخذ استراحة بين العطور حتى يمكن تمييز العطر بشكل صحيح قبل الشراء. 
  • من الشائع أن تقوم السيدات بحركة فرك المعصمين بعد وضع العطر عليهما اعتقاداً أنها تساعد على توزيع العطر، ولكن على العكس فإن هذه الحركة تُحدث خلل في تركيب العطر وتجعله يطير في وقت قصير، لهذا يجب عدم القيام بهذه الحركة أثناء الشراء حتى يمكن تمييز العطر الثابت والغير ثابت. 
  • كما ذكرنا فإن العطر يعبر عن شخصية صاحبه، فالعطر القوي النفاذ يعبر عن امرأة قوية واثقة بنفسها، أما العطر الهادئ يعبر عن امرأة حساسة ورقيقة وهكذا، لهذا يجب أن تختار كل امرأة العطر الذي يتناسب مع شخصيتها.

    كيفية الحفاظ على ثبات العطر 

لأن استخدام عطور نسائية ثابتة لا تتأثر بالعوامل البيئية المحيطة هو حلم لكل امرأة، فهناك بعض النصائح التي تساعد على زيادة ثبات رائحة العطور وهي كالتالي: 

  • استخدام كريمات الجسم المرطبة والغير معطرة على الجسم قبل وضع العطر من شأنه أن يساعد على تثبيت العطر والحفاظ على رائحته لفترة طويلة. 
  • عدم الاكتفاء برش العطر على الجسم فقط، ورشه فوق الملابس أيضاً حيث أن الملابس تحتوي على خاصية تساعدها على الاحتفاظ بالروائح لفترة أطول من الجسم. 
  • أيضاً من الملاحظات المهمة فإن هناك أماكن معينة في الجسم يتم فيها ثبات العطور أكثر من المناطق الأخرى ومن أهم هذه المناطق المعصمين، وراء الركبتين، وراء الأذنين، داخل المرفقين، لذا فإن استهداف هذه الأماكن يساعد على بقاء رائحة العطر لفترة أطول. 
  • عند وضع العطر على الجسم مباشرة، فيفضل فعل ذلك بعد الاستحمام مباشرة، حيث أن الرطوبة التي توجد على البشرة بعد الاستحمام تعمل على الحفاظ على الرائحة. 
  • يجب عدم رش العطور في الهواء بل رشها على الجسم أو الملابس مباشرة، حيث أن رشها في الهواء يؤدي لتبخر الرائحة وتطايرها في الهواء وإهدارها.

    العطور والمرأة 

العطور بالنسبة للمرأة ليست مجرد رائحة فقط، بل تشكل العلاقة بينهما أكثر من ذلك، دعونا في السطور التالية نتعرف على تأثير العطور بالنسبة للمرأة وما قد تفعله العطور للحالة المزاجية والصحية للمرأة: 

  • إعطاء الشعور بالتفاؤل والإيجابية: بعد يوم طويل مليء بالضغوط ومشاعر العصبية والقلق فإن استخدام المرأة عطراً ناعماً وهادئاً من شأنه أن يبث فيها مشاعر التفاؤل والحيوية، كما أن استخدام العطور في الصباح يساعد على بدء اليوم بنشاط. 
  • إعطاء الفرصة لنوم هادئ: منذ القدم استخدمت الزيوت العطرية في المساعدة على الاسترخاء ومكافحة الأرق، ولهذا فإن العطور تعمل نفس الوظيفة، حيث تحتوي معظم العطور الراقية على زيوت عطرية لها تأثير علاجي ومهدئ للعقل، رشة واحدة من العطر على الوسادة من شأنه إعطاء نوماً هادئاً. 
  • تقليل مشاعر التوتر والقلق: روائح العطور الطبيعية مثل الأخشاب والأزهار والفواكه لها تأثير نفسي كبير، حيث أنها تساعد على تهدئة الجسم والعقل معاً، والتقليل من المشاعر السلبية. 
  • زيادة تدفق المشاعر الجيدة: ترتبط العطور ارتباطاً وثيقاً بالذكريات وتنشيط الذاكرة، حيث ترتبط كل ذكرى في الذهن برائحة معينة، لذا عند استخدام العطور خاصة الهادئة يساعد على تنشيط الذاكرة واسترجاع الذكريات وخلق مشاعر دافئة من الحنين للطفولة والأيام والذكريات الدافئة والسعيدة. 
  • تعزيز جاذبية المرأة وثقتها بنفسها: استخدام المرأة للعطور المميزة المعبرة عن شخصيتها يزيد من جاذبيتها ويجعلها محط أنظار الجميع في كل مكان تذهب إليه وبالتالي ينعكس ذلك على حالتها المزاجية.

  • كيفية التفريق بين العطر الأصلي والتقليد :

جميع السيدات ترغب في اقتناء عطور نسائية أصلية تدوم لفترة أطول، حيث أن جودة العطور المغشوشة رديئة ولكنها تتشابه إلى حد كبير مع العطور الأصلية، هذه بعض الدلالات التي يمكن بها التفريق بين العطور التقليدية والمغشوشة: 

اللون

  • في العطور الأصلية فإن لون العطر داخل الزجاجة يكون شاحب قليلاً ويكاد يخلو من الصبغات. 
  • أما العطور المغشوشة يكون لونها غامق بسبب كثرة استخدام الصبغات فيها. 

التغليف الخارجي: 

  • لا يتم الاهتمام بجودة العطر في العطور الأصلية فقط، بل تهتم الشركات بالتغليف الخارجي البلاستيكي للعبوة حيث تكون العبوة فخمة متساوية الحواف ولا توجد بها فراغات. 
  • أما العطور المغشوشة فإن تغليفها الخارجي ردئ، والدرزات تكون غير متساوية وبها فراغات أكثر من 5 مليمتر، كما تكون حواف العلبة متعرجة أو بها غراء زائد.

الرقم التسلسلي:

  • في العطر الأصلي يتطابق الرقم التسلسلي الموجود على زجاجة العطر مع الرقم الموجود على العبوة الخارجية. 
  • أما في العطر المزيف لا يتطابق الرقم التسلسلي على الزجاجة مع الموجود على العبوة. 

تركيز الرائحة وثباتها: 

  • العطر الأصلي يتميز برائحته القوية الثقيلة، حيث أن رشة صغيرة منه تكفي لملء المكان بالرائحة وثباتها لفترة طويلة. 
  • أما العطر المزور يكون خفيف وغير مركز، كما يتطاير بسهولة ويبقى لفترة قصيرة. 

علامة الشركة المميزة وتصميم العبوة: 

  • في العطور الأصلية تكون لكل شركة علامة أصلية مميزة تعبر عن الشركة موجودة على الموقع الإلكتروني الخاص بالشركة، كما يوجد للشركة تصميم محدد لزجاجة العطر والنقوش والعلامات على الزجاجة والعبوة الخارجية.
  • أما في العطور المغشوشة يتم محاولة تقليد علامة الشركة الأصلية، ولكن في الغالب يكون التقليد ظاهراً في شكل ونوع الخطوط المستخدمة، تصميم وجودة زجاجة العطر والعبوة الخارجية رديء، الألوان مختلفة، وهكذا. 

جزء كبير من ثقة المرأة بنفسها يكمن في رضاها عن شكلها وهيئتها وتقبل الآخرين لها، ولأن رائحة الإنسان تعبر عنه وتعطي انطباع للآخرين عنه بالسلب أو بالإيجاب، لهذا لا يكتمل اللوك المناسب من دون العطر المناسب الجذاب الذي يعطيها الثقة بنفسها، كما أن رائحة المرأة الجيدة وثناء الآخرين على رائحة عطرها يساعد على تعزيز ثقة المرأة بنفسها بصورة كبيرة، وهذا ما يسعى لتحقيقه جميع خبراء صناعة العطور في العالم، ليس فقط صناعة عطور نسائية ذات رائحة جميلة، بل أيضاً جعل العطر جزءاً لا يتجزأ من ثقة المرأة بنفسها.